النشأة والتأسيس
عن المؤسس
في زمنٍ يتسم بالشدة، وظروفٍ عنوانها القسوة، لم يكن بمقدور كثير من الناس أن يلتحق بركاب التعليم، ففي ظروف الحياة ومعاناتها ما يشغلهم عن ذلك .. إلا أن بعضهم غامر في هذه الحياة ليكون مدرسة في الكفاح ثم جامعة في العطاء.في ذلك الزمن عام 1350 هـ ولد إبراهيم بن سليمان العضيبي في مدينة بريدة، ولما بلغ التاسعة انتقل إلى الرياض مع إحدى القوافل، بحثا عن لقمة العيش وشفقه بأبيه الذي كان يصارع الفقر، فبدأ من الصفر ليصنع لنفسه وأسرته مجدا، ويكون شريكا في نهضة وازدهار وطنه، وتنقل في سبيل ذلك بين المنطقة الشرقية والكويت ثم عاد ليستقر في الرياض.
عقود من الزمن، شهد الشيخ العضيبي فيها تحولات مرت بالمملكة، فكان رجلَ الأعمال الفعَّال في نفع مجتمعه ونماء وطنه في كل المجالات التي استثمر فيها، فمن الزراعة إلى التجارة والمقاولات والعقارات، كان يعلن اهتمامه بما ينتفع به الناس أولا، ويولي عنايته بالمشاريع التي تعود بالخير على الوطن والمجتمع.
عرف عن الشيخ العضيبي همته العالية، وجلده في تحقيق مراده، وإخلاصه في عمله وكان يعلن ويتمثل دائما أن هذه البلد أولى بأموال أبنائها واستثماراتهم، فلم يضع ريالا واحدا خارج وطنه في تجارته، مع زياراته لعدد من البلدان الآسيوية والأوروبية مستفيدا من التجارب والخبرات لنقلها.
بنزاهة ظاهرة في جل تعاملاته، وعناية بكل فئات المجتمع، كان الشيخ العضيبي صاحب عطاء متدفق، طال كثيرا من المحتاجين والمعسرين، يلتمس تخفيف معاناتهم وتفريج كرباتهم، وكان له عناية بالأوقاف الأهلية والخيرية، وقد بنى عددا من المساجد، ورعى جمعا الأيتام والأرامل، وكان مضيافا كريما متعهدا من حوله بالصلة والوفاء، وله مع أخيه الأكبر وشريكه معظم حياته: الشيخ محمد العضيبي قصص ومواقفُ تُروى فتثير بمواقفها وأحداثها العجب لما تترجمه من مودة عميقة وحب كبير.
وفي عام 1434 للهجرة، انتقل الشيخ إبراهيم العضيبي إلى رحمه الله في مدينة الرياض، وترك إرثا من الخير الجاري المتدفق، وزَرَع بذورَ العطاء في أرض الخير، كما زرع كريم الخصال وطيب الفِعال في ذريته من بعده.. فرحل الشيخ إبراهيم العضيبي وبقي الأثر.